أشاد وزير الخارجية ​عبدالله بوحبيب​، بمبادرة ​الكويت​ "لاعادة بناء الثقة مع ​لبنان​، خصوصًا انها أتت من دولة عربية شقيقة لترتيب العلاقات مع الأشقاء ​العرب​"، موضحًا أنه "من المعروف أن الكويت لها مكانتها في معالجة هذا النوع من الأزمات على المستويين العربي والاقليمي، وذلك بفضل سياستها الوسطية والمتوازنة"، لافتًا إلى أن "أي قرار يتخذ على هذا الصعيد يحتاج الى الوقت الكافي واللازم لتنفيذه".

وأشار إلى انه "قد يكون هناك تباين بين لبنان مع بعض الأشقاء العرب، ولكننا نراهن على المسعى الكويتي البناء، ولا بد هنا من التعبير عن شكرنا للكويت"، مصرّحًا "أننا نحبذ أن تكون هناك مبادرات عربية، فالدول العربية لا يجب ان تحتاج إلى وساطات أجنبية غير عربية للتواصل وترتيب العلاقات فيما بينها، مشيرا الى أن الجميع في لبنان قيادة وشعبا وحتى أرضا رحبوا وفرحوا بالمبادرة الكويتية".

وذكر، في ما يخص سلاح "​حزب الله​"، وعما اذا سيكون عقبة أمام تحسين العلاقات، أن "لبنان لا يقبل إلا أفضل العلاقات مع اشقائه العرب، ويسعى دائما إلى تذليل كل ما من شأنه أن يعكر هذه العلاقات، ولكن هذا النوع من الإشكاليات لا بد من التعامل معه بواقعية وبمنطق الحكمة والروية، بما يضمن التوازن والاستقرار الداخلي للبنان وإعادة علاقاته الاقليمية والدولية على اساس ​سياسة​ خارجية متوازنة ومرنة".

وأشار، بشأن توقيت عودة السفراء، إلى أنه "لم اتطرق الى هذا الموضوع مع وزير خارجية الكويت أحمد الناصر الصباح، وكان متفائلاً ومرتاحاً للرد اللبناني"، لافتًا الى أنه "سلم رسالة من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ إلى ​أمير الكويت​، بالاضافة الى الورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الكويتية"، بحسب ما نقلت صحيفة "النهار" الكويتية.

وكشف بوحبيب، عن مضمون الرد، أن "المبادرة كويتية وأن الرسالة لا تعود له، وقد أتت تجاوبًا مع المبادرة الكويتية وبالتالي يعود للكويت تقدير ما تراه مناسبًا في هذا الموضوع بما في ذلك الحديث عن مضمون الرسالة".

وحول توقيت تعيين السفير اللبناني في الكويت، بعد فترة من وجود القائم بالأعمال في السفارة ، أجاب أن "علاقاتنا مع الكويت أخوية عميقة وتاريخية، وسنقوم بتعيين السفير اللبناني في الكويت في الوقت المناسب".

وأكد، ردًا على رأي البعض بأن سلاح حزب الله لا يخضع للقرار الأممي الخاص بنزع سلاح الميليشيات، أن "الشعب اللبناني يريد جيشا واحداً، وهناك احتلال فرض علينا ​المقاومة​، ولبنان عادة ما يلتزم بالقرارات الدولية ويقوم بتنفيذ التزاماته الدولية، لكن لا بد من التعاطي مع المسألة بروية وحكمة، فبعض الالتزامات والقرارات تحتاج إلى حوار وتفاهم داخلي من جهة وخارجي من جهة أخرى، ونأمل هنا أن يكون الاشقاء العرب إلى جانبنا في التعامل مع هذه المسألة، وكثيرا ما تأخذ القرارات الدولية وقتها قبل ان يصار إلى تنفيذها، فقرار ​مجلس الأمن​ 425 مثلا لم يطبق إلا بعد أكثر من عقدين من الزمن ومن دون اجراءات، والقرار 242 لم يطبق حتى الآن".